|
|
 |
|
| |الصـفحة الرئيسية | القدس | نـصـائح | أستـاذ مـستــظرف | اسلاميات | اقتراح | تسجيل | | |
|
|
|
تشكلت مأساة الأعلاف الحيوانية بسبب الحاجة لتغذية الثروة الحيوانية في أوروبا ، و هي نوع من الأعلاف التي يتم إنتاجها من مخلفات المجازر و اللحوم الميتة لمد الأبقار و الدواجن بالبروتينيات التي تحتاجها للنمو السريع كبديل عن البروتينيات النباتية، و قد أثبتت الأعلاف الجديدة معمليا قدرتها على تحل محل البروتينات النباتية التي كان يتم تغذية العجول بها من فول الصويا بتكلفة زهيدة و من مواد كانت تمثل عبئاً في التخلص منها و هي مخلفات المجازر و الحيوانات الميتة. و خلال العقد الأخير من القرن الماضي تم التوسع في إنشاء مصانع إنتاج الأعلاف الحيوانية بعد أن ازداد الطلب عليها من المربين حتى بلغت الاستثمارات في هذه الصناعة عدة مليارات من الدولارات تركز بعضها في إنجلترا و فرنسا. و بالطبع أسهمت الصناعة الجديدة في توفير العديد من فرص العمل في فرنسا و التي تبلغ معدلات البطالة فيها نحو 13% . بالإضافة ألي الاستغناء عن المساحات المستخدمة في زراعة فول الصويا في فرنسا و التي لا تكفى ربع احتياجات و التي كان يتم استيرادها من الخارج و تحديدا من الولايات المتحدة الأمريكية و هو ما يؤدى زيادة الخلل من الميزان التجاري بين البلدين بل بين دول الاتحاد الأوروبي كلها و أمريكا. من هنا نستنتج فائدة الأعلاف الحيوانية. و لكن لماذا الأعلاف الحيوانية ضارة و خطيرة جداً: بداية تعتمد صناعة الأعلاف الحيوانية على جمع المجازر و حرقها في أفران مخصصة لهذا الغرض تحت درجة حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية كحد أدنى، غير أنه تبين أن عددا من المصانع - لاعتبارات تتعلق بخفض التكلفة - لا تلتزم بمواصفات الإنتاج و تقوم بحرق هذه المخلفات تحت درجة حرارة أقل من الحد الأدنى و هو ما أدى إلى عدم موت كل الخلايا الحية العضوية، ليس هذا فقط، بل يؤدى إلى حدوث تحول في الخلايا التي لم تموت من الحرق الغير كافي. و هذا هو ما أدى لظهور المرض لأول مرة في التاريخ، حيث تم بفعل عوامل غير طبيعية. ما الذي يسبب المرض: المرض لا يسببه فيروس و إنما يسببه نوع من البروتين الذي تتغير معالمه الداخلية بعد وفاة البقرة. و إذا لم يتم حرق هذه المخلفات عند درجة حرارة عالية فإن بعض الخلايا الحية لديها القدرة على أن تظل حية بعد انفصالها عن جسد البقرة لفترة طويلة . و إذا ما تم تقديم هذه الأعلاف الناتجة عن حرق غير كامل و المحتوية على بروتينيات محولة إلى الأبقار و الدواجن و الأسماك، فإنها عد دخولها للمعدة لا يتم امتصاصها مع باقي البروتينات العادية، بل تتخلل الأعصاب لتصل إلى المخ و عندها تبدأ في إجراء تغييرات تؤدى إلى تآكل أجزاء من المخ حتى بتحول إلى ما يشبه قطع الإسفنج المتآكلة فيفقد المخ وظائفه فيبدأ الحيوان بالجنون حتى يصل إلى النهاية. و عندما يتناول الإنسان الحيوانات التي تناولت هذه الأعلاف الغير مكتملة الحرق و التي تكون مصابة، تمر البروتينات بنفس المرحلة و بنفس الأطوار و تصل بالإنسان إلى نفس المراحل. الأعراض التي تظهر على الإنسان المصاب بمرض جنون البقر: تبدأ بعد اتزان وظائف المخ تتحول تدريجياً إلى الجنون الكامل مع الإصابة بأنيميا شديدة و فقدان الجسم تدريجيا لوظائفه حتى تأتى النهاية. أما منتجات اللحوم المستخلصة من الأبقار و التي يمنع استخدامها الآن في أوروبا تعد مشكلة المشاكل و لقد قيل أن هذه اللحوم يجرى تصديرها بطرق غير مشروعة إلى تركيا حيث يتم انتزع الملصق الذي يشير إلى أنها أوروبية المنشأ و يوضع عليها ملصق آخر يشير أنها لحوم تركية و يتم تصريفها بعد ذلك لأسواق العالم الثالث بأسعار زهيدة للغاية ليس بهدف الربح إنما تخلصاً من وجودها في أوروبا و تهرباً من التكاليف الباهظة لتخزينها فضلالً عن التخلص منها. رسالة باريس عماد غنيم عن الأهرام
|
|||||||||||
 | ||||||||||||
| |الصـفحة الرئيسية | القدس | نـصـائح | أستـاذ مـستــظرف | اسلاميات | اقتراح | تسجيل | | ||||||||||||
